حوارات

حِوارْ مع الباحِثْ والمختص في التراث المادي واللامادي حمزة زكارْ

فِي حِوارْ أَجْريناهْ مَعَ الباحِثْ والمُخْتصْ فِي التراث المَادي واللامادي حمزة زكارْ تطرقنَا إِلي مَوضوعْ إِيداعْ  وِزارة الثقافة  لِمِلف لإِدراجْ الزليج بِإِسم  الجَزائِرْ في منظمة اليونيسْكُو وعدة محاور أُخرى.

“دي زاد بيبول “: السيد حمزة زكار مرحبا بكم وشكرًا لكمْ لِقُبولْ دعوتنا، بِإِعتباركم باحِثْ ومُختصْ في التراث المادي واللامادي  سؤالي ماهو التراث المادي واللامادي ؟

“حمزة زكار “: شُكْرًا لكمْ أَسْعدْ و أَتشرفْ دائمًا بالنزولِ ضيفاً علي مجلتكم التي تُولِي إِهتمامْ كبيرْ لِكلِ ماهو ثقافة وتراثْ مادي ولامادي وحتى السياحَة ودورْ الفنْ في التَرويجْ إِلى كل ماهُو جزائري.فيما يخص سؤالك التراث المادي هو كل القطع الأَثَرِية المَادِية التي خَلَفْتهَا الحَضاراتْ المُتعَاقِبة علي الجزائر من رومانية ،بيزنطية ،إِسْلامِية وعُثْمانِية وتشمل كل ماهو بنايات ومعالم اثرية . أَمَا فيمَا يخُصْ التراثْ اللامَادِي أَوْ المَعْنوِي كُل مَاهُو غيرْ مَلْمُوسْ أَيْ ما تناقلتْهُ الأَجْيالْ من الأَجْدَادْ عَنْ طَرِيقْ السَمْعْ وهاته الممارسات والعادات والتقاليد والطُقوسْ التي تُميزْ المجتمع الجزائري عن غيْرهِ.

“دي زاد بيبول “: ماهو الزليج الجزائري وماهي أَنواعُه؟

“حمزة زكار “:الزليج هُو تِلكَ القِطعة مِن البَلاط الخزفِي  المُلونْ بأَلوانْ عديدة وأَشكالْ هندسِية ونباتِية مُتنوِعة وكلمة زليج تَدُلُ علي الثُبوتْ من الزَلِجْ ولِهذا كانَ الزِليجْ مهامُه هُو تغطِية الأَرضِياتْ والجُدرانْ وقد أَخذتْ هذه الكلِمة معانِ أُخرى في اللُغة الإِسبانية والبرتُغالية ، ويُذكر أَنه تم العثورعلي أَقدمْ قِطعة زِلِيجْ في  قلعة بَنِي حمَادْ في المسيلة وإِزدهر الزِليج وتطور بِمُهاجرة سُكانْ الدولة الحمادِية في بِجاية التي إِنطلق مِنْهَا لِلأَندَلُسْ وعاد إِليْهَا بِسُقُوطِهَا.

“دي زاد بيبول “:ما الذي يُميزْ الزِليج الجزائِري عَنْ باقي الأنواعْ المغاربية خاصة مِنْهَا؟

“حمزة زكار “:تَنوُعْ الحضاراتْ التي سَادَتْ في الجزائِر قَدِيمًا أَدت وأثرتْ علي تنوع الزليج إِنْطلاقًا من دولة الحماديين إلي دولة الموحدين إلي الدولة المرينية التي كانت لها أجزاءْ في الجزائِر وصولاً إِلي الزِليج العُثماني إِضافةً إِلي الأَلوانْ والأَشكالْ الهندسية والنباتية التي تُميز فعْلًا الزليج الجزائري عن غيره مثل شكل القرنفلة وعباد الشمس والخزامى  ناهيك علي الألوان كالأزرق المُتلَألئ المستوحى من لونْ البحْر الأَبيضْ المُتوسِطْ .

“دي زاد بيبول “: يا حبذَا لوْ تُكلِمُنا على الملف الذي أَودعتهُ وزارة الثقافة  لدى منظمة اليونسكو لإِدراجْ الزليج بإِسْم الجزائِرْ

 “حمزة زكار “:مِلف مِن الملفات التي أثارتْ ضجة كبيرة  في الوسط الشعبي والوسط الثقافي المَحلي والعَالمِي مِلف الزليج الذي أَودعته وزارة الثقافة على طاولة مُنظمة اليُونيسكو لِلفصلِ في من هُو الأَصْل ومن هو الفرع في أَحقية هاتِهِ القِطعة الأَثرية الخزفِية التي تُعتبر من رُموز التاريخ الجزائري بأَلوانها وأَشكالِها التي زينتْ قديماً القصور الجزائرية فمن منا لم يسمع القصيدة التي تتباهى بالزليجْ و تقول في مطلعها “الزليج بهيج” وقصيدة قدور بن أحمد الزرهوني الندرومي الذي يقول في قصيدته المشهورة “يا لايم” : “في قصور الزليج والرخام والوتار يالايم” . فالزليج زخرف القصور وتغزل به الشعراء في قصائدهم  يُعْتبرْ إِرْثْ جَزَائِري مَحْظْ.

“دي زاد بيبول “: ما الذي أَخر الجزائر في إِيداعْ مِلف توثِيقْ وترسيمْ الزليجْ الجزائِري في منظمة اليونيسكو هل هو نقص المادة التاريخية والحجة  العلمية والمخبرية الدامغة أَم ماذاَ ؟

“حمزة زكار “: صَحِيحْ أَن الجزائِرْ تأَخرتْ نوعاً ما فِي إِيداعْ الملف ربَمَا لعدمْ توافر وجاهزية الدلالات والمخطوطات التي تؤرخ للزليج أَنذاك وإِنتظار لِحينْ إِعداد العدة اللازمة وتقديم ملف مُدججْ بالمعلوماتْ ، ويكفينا بُرهان وحجة أن أَقدم قطعة زليج متواجِدة في أَرقى المتاحِف العِلمية ووُجِدتْ في الجزائر في قلعة بني حماد التي بنيت سنة  1007ق م

“دي زاد بيبول “:بِرأيكُمْ سيدي ماهي حظوظ ملف الجزائر في ترسيم الزليج الجزائري بإسمها ؟

“حمزة زكار “: الجزائر لديها حُظوظْ وافرة في ترسيمْ الزليج بإسمهَا لِمَا لَهَا مِنْ دلالاتْ وأَرْشيفْ قوي يُدَعِمْ هذا المِلفْ إضافة إِلي مِلفات أُخرى تستعد الجزائر لِطرحها لدى مُنظمة اليونيسكو كقصائد الشعر الملحون والنقش على المعادن والكثير من الملفات .

“دي زاد بيبول “: مَا مدَى نجاعة مَراكِزْ البحثْ العِلمِي ومعاهد الآثارْ  فِي المُحافظة وترقية الموروثْ الثقافِي خاصةً في ظِل الحمْلة الشرِسَة التي تتعرض لها الجزائرْ من تطاولْ وسطُو على تراثها ؟

“حمزة زكار “: حقيقة لا مفر منها أَنه لِمراكزْ البحث العلمِي ومعاهدْ الآثارْ دورْ مُهمْ في المُحافظة وترقية الموروثْ الثقافي من جميع الأَخطارْ التي قد تواجهها كالكوارث الطبيعية والبشرية إِن صح القول  خاصة لِما تتعرض له الجزائر من تكالب وتطاول علي تراثها مادي كان أَو لامادي فالجزائر تحصي أَكثر من 400 موقع ومَعْلمْ أَثري, 7 نجحَتْ الجزائر في تصنيفهم كتراث عالمِي مثل :حي القصبة، قلعة بني حماد،  جميلة وتيمقاد …الخ

“دي زاد بيبول “:الموروث الثقافي لم يعد مادة متحفية في المتاحف والمعالم التاريخية, بل أَضْحَى يدخُل في الجانِب الاقتصادي والسِياحِي وحتى السينمائي برأيكم كيف للموروث الثقافي أَنْ يكون دافعًا فعالاً لعجلة النمو الاقتصادي؟

    “حمزة زكار “: أَكيدْ, ممَا لاشك فيه أَن السياحة أَداة للتعريفْ بالتراث الثقافي وإِثباتْ أهميته فالتراث الثقافي لا يتطلب حماية فحسب بل يجب إِسْتغلالُهْ وربْطُه بِشكلْ وثِيقْ بالسِياحة والاقتصاد وبذلك يكون فعلاً دافعًا لعجلة النمو الاقتصادي وتجقيق التنمية .

“دي زاد بيبول “: هل تشاطرني الرأي انه لتحقيق التنمية المستدامة لابد من تدخل الإرادة السياسية وباقي الاطراف الفاعلة وذلك بتسطير برنامج يولي الإِهتمام بالمهن والحرف التقليدية مرورًا بِمراكِزْ التكوين المِهني  ؟

“حمزة زكار “:أكيدْ فالِحماية وتثمين التراثْ لابد مِنْ إِبرازْ أَهمية ودَورْ مراكز التكوين المهني في ترقية وتطويرْ الصناعاتْ والحِرفْ التقليدية مِنْ خلال التكوين الخاص للأَفرادْ والإِطاراتْ وتكثيفْ الورشات والدورات التدريبية لمُناقشة قضايَا تخصْ تراثنا.

“دي زاد بيبول “: الباحث والمختص في التراث حمزة زكار اُجددْ لك كلماتْ الشكرْ والثناءْ لتفضلكم بالإِجابة على أَسئلتنا وإِثراءْ رصيدنا الثقافِي بهذا الزخمْ المعلوماتي الكبير.

“حمزة زكار “: أُجَدِدْ الشُكْرْ لِلْمجلة علي إِهتمامِهَا الدَائمْ بترقِية والترويج للتراثْ والثقافة الجزائرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

ADBLOCK يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك