حواراتمسرح

في ضيافة فنان: جنرال المسرح الممثل المبدع *محمد يبدري*

ابنابابن مدينة وهران الباهية وعاشق المسرح منذ نعومة اضافره. صاحب الروح المرحة والاداء التمثيلي الراقي والذي اشتهر بلقب *الجنيرال فارس* في سلسلة السلطان عاشور العاشر *الفنان الكوميدي *محمد يبدري*. جمعنا به هذا الحوار الشيق والمميز والذي يروي فيه الفنان مشواري الفني الحافل. أدعوكم لمتابعته.

 بداية نشكرك فنان على قبولك دعوتنا ومرحبا بك في رحاب مجلتنا الثقافية. هلا عرفت متابعينا الاكارم من هو *محمد يبدري *

 مرحبا بكم وبمجلتكم. والله سؤالك صعب -يبتسم يبدري- ويكمل قائلا محمد يبدري ابن الجزائر ولدت وترعرعت في مدينة وهران غرب البلاد. من عائلة متوسطة. متكونة من الاب والام و7 اخوة وانا سابعهم وأصغرهم في الترتيب. فانا من مواليد 19 جويلية 1980. ومدينة وهران تعطي طاقة وسحر مميز فهي من الهمتني بالفن.

كيف كانت بدايتك مع الفن والتمثيل ومن اكتشف موهبتك في التمثيل والارتجال.

 اذكر جيدا وانا في الثالثة والرابعة من عمري كنت من الاطفال الذين حضروا عروض *حديدوان وماما مسعودة* في الاذاعة والتلفزيون التي كان مقرها قريبا من البيت العائلي بوهران. رغم إني لم أكن افهم ما يقولونه جيدا لكنني كنت أحب جدا طريقة تقديمهما لفنهما. وبعدها احسست ان الفن بدا يتغلغل بداخلي. ففي سن السابعة كتبت اول خاطرة لي من وحي خيالي وقد ساعدتني الوالدة فهي امرأة متعلمة ومثقفة رغم مكوثها في البيت. وبعدها تطورت واصبحت اكتب القصص القصيرة والتي نشرت لي في جريدة *الجمهورية الاسبوعية * آنذاك.

وفي سن 13 او 14 سنة دعتني اختي -والتي كانت عضوة في احدى الجمعيات الخيرية وقتها – الى لعب مسرحية رفقة اصحابي ووفقت على المسرح لأول مرة في حياتي امام الجمهور وكان ذلك في ليلة 27 من رمضان إثر حفل الختان الجماعي الذي نظمته الجمعية وكان ذلك في 10/3/1994. ولم اتوقف من ممارسة المسرح من وقتها الى يومنا هذا.

ولان وقتها كان مسرح مدينة وهران مقفلا بسبب الوضع الامني الغير مستقر في البلاد. فقد كنا انا واصدقائي ومع فرق المسرح الهواة نلعب مسرحياتنا في صالات السينما وبعدها خصصت مستودع المنزل وهيئته على شاكلة منصة وخشبة بإمكانيات بسيطة جدا حتى نمثل انا واصحابي مسرحياتنا هناك وحتى انني كنت احضر الجمهور ليشاهد اعمالنا. رغم صغر سننا الا اننا كنا نؤمن بالمسرح والفن.

 كيف كانت ردة فعل عائلتك خاصة وأنك خصصت مستودع المنزل كفضاء لممارسة هوايتك او شغفك.

 دعيني اخبرك انني كنت ادرس وامارس رياضات عدة من اهمها *سباق الدراجات* والتي شاركت على إثره في عدة مسابقات ودورات مثل *طواف الجزائر* وسباقات دولية مع مولودية وهران وبريد وهران. اما بالنسبة للعائلة فقد كانت رؤيتهم للمسرح بأنني امارس هواية وفقط. اما بالنسبة لي فكان الحياة.

وعندما واجهت العائلة بقرار احترافي للتمثيل كمهنة-يضيف يبدري- قوبلت برفضها وكان لدي اخي الاكبر مغترب مقيم بسويسرا عرض علي وقتها السفر ودراسة ادارة الاعمال. رفضت واخبرته انني سأسافر لكن شريطة ان ادرس المسرح والتمثيل لا غير.

وهذا بالضبط مع حدث مع عمي رحمه الله   فقد كان ايضا ممثل مسرحي ورفضت العائلة حين كان شابا احترافه لمهنة التمثيل. كان من بين مؤسسي فرقة مسرحية في سيدي فرج سنة 1963 مع ادار محمد. لذلك قررت -يقول الفنان- تكريم عمي المرحوم بالسعي وراء حلمي حتى احققه.

 إذا متى كانت الانطلاقة الفعلية لمحمد يبدري كممثل مسرحي

 في 2002 قررت توقيف سباق الدراجات. سافرت الى تونس للسياحة وبعدها بدأت مسيرتي الفنية الفعلية. حيث مثلت اول *مونولوج* في حياتي كان اسمه *سفرالاحلام* وكنت من السابقين الذين تحدثوا عن ظاهرة *الحرقة* في الجزائر. لكن من 1994 وانا هاوي حيث كنت اقوم بمعدل 4 الى 5 عروض في الشهر مع فرقتي المسرحية. وقتها الضفر بدور مسرحي كان مستحيلا. لكن حبي الكبير للمسرح جعلني أتحدى كل الظروف حينها. اتذكر جيدا -يبتسم يبدري- كنت امشي في شوارع وهران واوزع بروشورات لمسرحياتي وادعو الناس للفرجة وبثمن 100دج فقط. وكان تمتلئ الصالة ب 30 الى 40 شخص. كما اشتغلت ايضا كممثل في مسرح وهران للطفل من 2002 الى 2005. اين عرفت بمنولوج *باتشا والمعلم* الذي لقى اعجاب الاطفال والاولياء على حد سواء.

ثم توالت العروض والاعمال حيث مثلت الكثير من المونولوج على غرار *الواد حامل* *المشروع* *ستاندب محمد*. كما اخرجت بعض الاعمال المسرحية ك *ريم الغزالة*.

 وقمت -يضيف يبدري- بإنتاج العديد من المسرحيات *مريومة* و *غيلوم والحامل* *حراقة * وغيرها. ومن ثمة بدأت الاحترافية الحقيقية وفرضت نفسي فوق خشبة المسرح حيث كانت صالات العروض تمتلئ عن اخرها. حتى احيانا لا يجد المتفرجين اماكن لحضور عروضي. ومع هذا كنت اعمل بإمكانيات ضئيلة وبسيطة جدا. اذكر جيدا ان الصحفي *قادة بن عمار* كان حينها صحفيا في أحد الجرائد في وهران كتب عمودا كان محتواه *لماذا مسرح وهران لا يعطي فرصة للموهبة الاخراجية محمد يبدري* وهو ما جعل ادارة المسرح وقتها تستدعيني. مشكور قادة بالمناسبة.

 محمد يبدري الان مقيم بالولايات المتحدة الامريكية. احكي لنا ماذا اضاف السفر لمحمد الفنان. خاصة ان امريكا مختلفة كل الاختلاف عن الجزائر في الطابع الثقافي.

انا مقيم بولاية *مينيا بوليس*الامريكية وهي منطقة معروفة مسرحيا بعد نيويورك. حضرت مرة عرضا مسرحيا رفقة زوجتي وكان العرض لممثل امريكي مشهور يدعي *نوا بريمر* والذي قررت ان احادثه باي طريقة. وفعلا بعد نهايته عرضه توجهت اليه وعرفته على نفسي وطلبت منه موعدا. وتقابلنا. واتفقنا ان نعمل سويا. فقمت بمسرحية *مهرج في منفى*الذي اخرجها بريمرو التي جابت مختلف مسارح الولايات المتحدة الامريكية لما تحمله من افكار ودلالات اجتماعية هادفة. وللعلم قد جالت مهرج في منفى كل من مسرح باريس فرنسا ومسارح جهوية جزائرية على غرار وهران قسنطينة وتلمسان.

بالنسبة لسؤالك عن الاختلاف فلا أخفى عنك واجهتني حواجز كثيرة تتعلق بعضها باللغة. وخاصة كوني ممثلا مسرحيا فانا اخاطب مجتمعا يختلف كليا عن مجتمعي الاصلي ولكن بفضل ارادتي تمكنت من اتقان اللغة الانجليزية الامريكية التي تختلف عن الانجليزية التي تعلمناها في مدارسنا. ومسرحية مهرج في منفى كانت مليئة بالحركات والإيماءات أكثر من النص والذي كان مزيج من الفرنسي والامريكي والعربي حتى الامازيغي رغم عدم اتقاني للهجة. لكن العرض عرف نجاحا كبيرا. وقد بدأت العروض تتوالى عليا. حتى عرض عليا اهم عمل لي هناك كان ذلك حين استدعتني *واندي نوكس*المخرجة الامريكية التي امنت بموهبتي الفنية حيث كان لي شرف التمثيل في مسرحيتها التي تحمل عنوان *ذو فيزيت* اين عرفت المسرحية نجاحا كبيرا كان ذلك في 2012.

قرات في مقال إنك تراست مهرجان المسرح العربي الامريكي والذي عرف بالعمل العربي الجديد. ماذا تقول لنا عن هذه التجربة.

 كان عبارة عن مهرجان مصغر حيث نقوم ب 3 عروض مسرحية. من بين الاعضاء كانت *طاووس خادم* وهي زوجتي و *كاتي حداد* وهي ممثلة مسرحية لبنانية الاصل. لعبنا عروض مسرحية متتالية مع تجاوب غفير للجمهور. ثم غادرت المهرجان في طبعته الاولى فانا ممثل مسرحي وامقت الامور الادارية. وعملت معهم كمتطوع.

 بعد المسرح تعرف الجمهور العريض على محمد يبدري من خلال التلفزيون وذلك من خلال برنامج *قهوة القوصتو* كيف تقيم التجربة.

 بصراحة قهوة القوصتو كانت تجربة مؤلمة بالنسبة لي تأذيت كفنان. عندما تلقيت الدعوة من صديقي الذي احترمه كثيرا * نبيل عسلي* اتفقنا على ان اقوم بعروض على شكل ستاندب والذي كنت محترقا فيه مع وجود لجنة حكم رمزية الامر الذي لم يرق لي بعدها لأنني ومع كل احترامي للجنة التي كانت في البرنامج حينها اعتبر نفسي أكثر احترافية منهم فكيف يقيمونني. الامر الذي جعلني اترك البرنامج بدون مشاكل والذي بعدها مخرجه رشدال اعتذر مني لأنه تفهم موقفي.

 كيف كانت بدايتك مع التلفزيون بعد تجربة *قهوة القوصتو*

 جاءتني الفرصة سنة 2004 لتمثيل دور صغير في مسلسل باللغة العربية *يحيا العدل* وكان الدور الذي منح لي حارس عند دار القاضي لأقول فيها كلمة فقط وبعدها سحبت مني الكلمة – يضحك الفنان- وبعد ان لاحظ المخرج طريقة تمثيلي للدور وحركاتي أعجب بي واعطاني ادوار اخرى. مثلت بعدها في عمل يدعى *مفترق الطرق*. في 2010 عرض علي المخرج عمار محسن دور في مسلسل جحا. وفي نفس الوقت لم اتخلى عن المسرح قمت بعدة عروض. كما مثلت في مسلسلات مثل *ذئاب الحب* و *الرسام*.

 كيف تصف دورك الذي اشتهرت به في مسلسل *عاشور العاشر لشخصية *الجنيرال * بتمثيلك فارس*

 استدعتني دائرة الكاستينغ لعاشور العاشر تحت اشراف *احمد زيتوني* بعد ان شاهدني المخرج *جعفر قاسم* في فيديو. فعرض على دور الجنرال فارس الشخصية الساذجة والذي يعاني من عقدة نفسية. ودور فارس ذكرني بدوري في مسرحية مهرج في منفى لذلك لم أجد صعوبة في تقمصه. والدور كما تعرفون لقى اعجاب واستحسان الجمهور وكما أخبرني أحد المعجبين *انني أحب جنرال لقلوب الجزائريين* -يضحك يبدري-.

ولا أخفى عليك فقد كان الجو في عاشور العاشر احترافي ويسمح بالارتجال.

 حدثنا عن تجربتك الفريدة من نوعها *راب نيوز*.

  فكرة راب نيوز كانت قبل قيامي بدور الجنرال في عاشور العاشر في سنة 2014. لكن بدانا في تجسيدنا في 2015. العمل الذي جمعني بالمبدع صديقي *يحي بن عبد الله*. الراب استعمله دائما في المسرح -يضيف يبدري- وانا شخصيا كنوع ايقاعي شعري يحاكي الواقع بطريقة قاسية. وفكرة *راب نيوز* جاءت لتغيير الصورة النمطية للراب وكان تحدي كبير حيث تمكنا من ادخال الراب للبيوت.

تجربة *راب نيوز* جمعت بين الكوميديا الساخرة والغناء حيث قمنا انا ويحي بتجسيد عدة شخصيات وطنية وسياسية معروفة وكانت ما تزال تنشط وقتها لكن مثلنا بدون تجريح. فالفن هدفه البناء وليس التهديم. وهذا ما يسمى بالنضج الفني.

ويعتبر *راب نيوز* -يكمل يبدري- تجربة فريدة من نوعها في العالم العربي وافريقيا. بعد عرضه اكتشفت ان هناك برنامج شبيه له في استراليا والفيتنام لم يكن لدي علم قبلا. وبعد ان وصلت نسبة مشاهدته 7 ملايين سنة 2017 اعلى نسبة مشاهدة آنذاك انتقلت التجربة الى كل من تونس والسينغال حيث حدوا حدونا بعد تجربتنا الناجحة. فراب نيوز عمل جماعي تفكيري لا مجال فيه للارتجال. للأسف كنت انوي اصدار مواسم اخرى من راب نيوز لكن لم أجد دعم من أي قناة لإنتاجه.

 قرات مقالا في موقع الكتروني يعود الى افريل 2018 يتعلق بخبر اعتزالك للفن نهائيا. فما صحة هذا الخبر فنان.

 توقيف انتاج *راب نيوز*. واعترف انه قرار صعب بحكم ترعرعت في الفن. فقلبي ينبض فنا فانا ارى الاشياء المختلفة. وصورت فيديو اعلنت فيه اعتزالي واتخذت قراري بكل وعي رغم خوفي على الوالدة التي كانت مريضة الا ان الجو آنذاك كان معكرا وفضلت العزلة تماما. وبفضل الله وحبي للفن وحب الجمهور الذي امن بي تعافيت تماما وعدلت عن قرار اعتزالي.

دعيني لو سمحت لي ان افتح قوسا فيما يخص مسلسل *الرايس قورصو* فالعمل تقنيا كان جميلا فانا كنت المشرف على التركيب وادارة الممثلين لكن للأسف العمل حرف في المونتاج. فكل عمل فني اساسه المونتاج.

 ما هي المشاريع المستقبلية الفنية لمحمد يبدري

 من اهم مشاريعي *راب نيوز* الموسم الثالث. ستكون مدة الحلقة من 25 الى 30 دقيقة وعدد الحلقات ستكون 8 حلقات بمعدل حلقتين في الاسبوع. والتي ستبث على قناة واب في رمضان 2020.في حين لم تتجرأ أي قناة على انتاج البرنامج سنعمل على احداث فكرة جديدة وهي اشراك الجمهور في الانتاج وهي طريقة متبعة في الو.م. ا قائمة على دعم الجمهور ليكون هو المنتج ويوضع اسمه في جينيريك العمل.

كذلك لدي عمل اخر مع الفنان المصري خالد ابو النجا في برنامج للمشاهير. سأوافي الجمهور بالتفاصيل عنها في وقتها الملائم. وفي نفس الوقت انا لا اغلق الابواب امام التلفزيون ومستعد للعمل طبعا بعد دراسة العروض ان وجدت.

 ما هي الجوائز التي تحصل عليها محمد يبدري خلال مسيرته الفنية. وكيف هي رؤيته للفن في الجزائر في ظل التغييرات الحالية

  لم اتحصل على تكريم في الجزائر. كل الجوائز تحصلت عليها في مهرجانات دولية اذكر منها *جائزة البي فرنسا * كأحسن ممثل وان مان شو سنة 2008. جائزة *اسيوتا *سنة 2011. وجائزة أحسن ممثل لسنة 2018.

اما عن الشطر الثاني من سؤالك سيدتي بصراحة انا خائف على مستقبل الفن في الجزائر. فالفن هو شكل من اشكال الحرية والسياسة شكل من اشكال الكذب لذلك هما خطان متوازيان لا يلتقيان وهذه حتمية كونية. فالقوى الحية والفكرية والفنية مداسة في بلدنا للأسف. بحكم مثلت في أكثر من 11 دولة حول العالم اعرف عما اتحدث. يلزمنا اصلاح ثقافي كبير وهذا لا يكون سوى بإدماج النخبة واعطاء الفرصة للجيل الصاعد حتى يثبت وجوده وكفاءته. فالو.م. ا ورغم صعوبة العيش فيها الا انها بلد يؤمن بالكفاءات الفنية ويقدمون لك الفرص بغض النظر عن عرقك ولونك وجنسيتك.

 في الاخير وقيل ان نختم هذا اللقاء الشيق معكم فنان. هلا اخبرتنا كيف يقضي محمد يبدري الانسان وقته بعيدا عن الفن والتمثيل.

 ههه -يضحك يبدري- ويقول انا انسان عادي وبسيط رغم غربتي مازلت متعلق ببلدي. أزور العائلة كثيرا. متزوج واب لطفل رائع اسميته *ليث زيري* يبلغ من العمر 19 شهرا. احدثه بلهجة جزائرية اقضي معه معظم وقتي. نخرج كثيرا انا وهو للتنزه. لديا ايضا صديق امريكي ولد في الجزائر 1931 وهو من الاقدام السود وانا بصدد انجاز فيلم وثائقي عن سيرته.

أحب الصيد في فصل الصيف كما أحب السفر كثيرا مع عائلتي. انا من هواة الطبخ اكتشفت ذلك عندما اقمت في امريكا سنة 2012. اتقن طبخ الكارينتيكا والحريرة والطعام.

دزبيوبل يشكركم على رحابة صدرك وروحك المرحة. كما تمنى لكم كل التوفيق والتألق في مشواركم الفني.

انا من اشكركم على هذه اللقاء الشيق. استمتعت جدا بالدردشة معكم. كما اتمنى لكم الاستمرارية والنجاح لمجلتكم الثقافية.

نهاية المقابلة فيفري 2020

حاورته صحفية الموقع / ب. بلحيمر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

ADBLOCK يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك