حواراتموسيقى

نشيد قسما…….. بروح جزائرية بحتة …….. آخر ابداعات الدكتور سليم دادة

دي زاد بيبول في حوار حصري مع الدكتور سليم دادة الذي أصدر آخر أعماله والتي تعتبر هدية للجزائر بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب.

دي زاد بيبول: دكتور سليم دادا تركتم اليوم بصمة جديدة على النشيد الوطني الجزائري الذي يعد مقدسا بالنسبة لكل واحد منا.

ماذا يعني هذا بالنسبة لكم؟

سليم دادة: لست أدري إن تركت بصمة على نشيد “قسما” ام لا، التاريخ هو من سيثبت ذلك من عدمه، لكن فعلا ذاك هو المبتغى. ككل الجزائريين، حب نشيد “قسما” غرس في قلبي منذ الطفولة ووقعه الحماسي والعسكري لا يختلف عليه اثنان. لكن الأناشيد الوطنية لها سياق تاريخي محدد.

وظروف كتابتها وتلحينها وتسجيلها هي ظروف خاصة جدا، لكن هذا لا يمنعها من ان تتأقلم مع تطور المجتمع وتعبر عن تطلعاته الراهنة، وذلك عبر مقاربات موسيقية وتوزيعات جديدة، تحترم روح العمل دون المساس بنصيه الأصليين: الشعر واللحن

سليم دادة: بحكم تخصصي كمؤلف موسيقي وموزع وقائد أوركسترا وباحث في العلوم الموسيقية، اتعامل مع الأناشيد من خلفية فنية وتقنية بحتة لا مجال للقداسة فيها، عدا المحافظة على اللحن الأصلي كما ذكرت آنفا. لأن هذا حق معنوي للمؤلف شاعرا كان ام موسيقيا. وعليه، فقد كتبت عدة توزيعات لأناشيد وطنية وعربية عديدة لمجموعات مختلفة: كورس مختلط، كورس رجالي، أوركسترا وتريات، أوركسترا سيمفوني مع او بدون مجموعة صوتية، بل حتى توزيعات للغيتار او للبيانو او للترومبيت. استعملت هذه التوزيعات في اعمال مختلفة، كعروض موسيقية أو ضمن موسيقى الأفلام التاريخية التي ألفتها او كفيديو كليبات أنشرها عبر النت.

من هذا المنطلق تعاملت مع نشيد “قسما” الذي وزعته بطرائق عدة، فالعام الماضي أنتجت فيديو كليب جمعت فيه 58 شابة وشابا ينشدون “قسما” بتوزيع صوتي بوليفوني كنت قد كتبت سنة 2006. الفيديو هذا لقى استحسانا وانتشارا كبيرين.

وهذه السنة قدمت فيديو وتوزيع جديدين لنشيد “قسما” لأوركسترا وتريات

دي زاد بيبول: كيف توصلتم إلى فكرة استعمالات آلات موسيقية من وحي الثقافة الجزائرية على لحن النشيد الوطني الجزائري؟

الفكرة خطرت على بالي في الشهر الماضي في استجابة لدعوة السفارة الإيطالية بالجزائر للاحتفاء بعيد الجمهورية الإيطالية، يوم 2 جوان 2021، وتزامنا مع تقليدي “وسام النجمة الإيطالية برتبة ضابط ” من قبل الرئيس سيرجيو ماتاريلا، اعترافا بأعمالي الموسيقية ومساهمتي ثقافيا في التقريب بين البلدين. بهذه المناسبة آليت إلا أن أسجل النشيدين الوطنيين الجزائري والإيطالي على شكل حفل مويسقي قدمته مع مجموعة من موسيقيي الأوركسترا شباب الجزائر وبتوزيع جديد للعملين.

من خلال هذا التوزيع، وددت توطيد أواصر الصداقة التاريخية بين البلدين، وذلك من خلال مقاربة موسيقية تضع آلة “المندولين” النابولية في حوارية لحنية مع حفيدها المندول الجزائري، مرفوقين ببوليفونية اوركسترالية وترية على طريقة كونشرتوهات الموسيقى الباروكية الإيطالية.

دي زاد بيبول: كيف كانت الأصداء؟

خاصة وأن الجزائريون طالما قدسوا النشيد الوطني.

سليم دادة: مختلف بين معجب ومؤمن بهذا النهج الإبداعي والمقاربة الجديدة التي توافق تطلعات شريحة من الجزائريين التي ترنو الى علاقة متجددة مع الوطن مبنية على الحب والجمال والإبداع والإنسانية، وما بين رافض لكل مساس بكل ما هو تاريخي او رمزي وهي فئة تبغي التحجر والجماد والتعامل مع الوطن بمنطق استئصالي مبني على الرواية العسكرية والقراءة الذكورية له.

لكن في كل الحالات، التوزيع الأخير كما الذي سبقه لم يمر بسلام ولا بخجل، بل بالعكس، اثار الكثير من النقاش والتعليقات وهذا من أساس العمل المبدع الذي يتخذه من الجرأة والخروج عن السرب مبدأ له.

لا يمكنني في الأخير الا ان أشكر كل من آمن وساهم بهذا العمل من من موسيقيي أوركسترا شباب الجزائر وتقنيي الصوت والصورة (استوديو أصوات ومؤسسة اما)

وبالضرورة سفارة إيطاليا بالجزائر التي فتحت لنا مسرحها والمعهد الثقافي الإيطالي على الدعوة الكريمة والمرافقة. اشكر أيضا كل رسائل المحبة والتقدير التي تلقيتها من أشخاص كثيرين ومن مؤسسات مرموقة على اجتهادنا هذا، من ذلك وللذكر ولا للحصر، الحرس الجمهوري ومؤسسة مفدي زكريا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

ADBLOCK يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك