تلفزيونحوارات

جعفر قاسم .. الانسانية محرك كل مشاعر الفنان… وهكذا سنخرج الصناعة السينماتوغرافية من الحجر الفني

كان قصرا جميلا يشبه ذاك الذي رأيناه في اعمال تاريخية ودرامية عالمية. جهة ذكرتنا بالحقبة العثمانية وأخرى بالرومانية اما في الخارج فكما اننا نتجول في سوق قديم جدا لوهلة تخيلنا اننا سنلتقي بعلي بابا او جحا في مكان ما.

سجن شبيه بذاك الذي رأيناه في الفيلم العالمي ” جلادياطور ” اما غرفة الاميرة فذكرتنا بغرفة السلطانة هيام في مسلسل “حريم السلطان “.

مكتب اعلامي / بنك / قهوة / وحتى جهة خاصة بالوزراء والامراء / يا له من عالم جميل وخيالي كل شيء في مكانه هندسة معمارية عالية الجودة ومنحوتات كأنها اصلية سرير ملكي فاخر بوابة قصر ضخمة فسيفساء زخارف وبلاط ملكي.

اه ربما ظننتم اننا نتكلم عن ديزني لاند لا انها المملكة العاشورية التي عرفتها حين رأينا مطبخ نورية فتذكرنا المشاهد المضحكة التي جمعتها بنوري.  تم انشاء المدينة بالمركز الوطني للتطوير السينمائي بالعاشور طبعا تحت اشراف المخرج المبدع جعفر قاسم والذي اعتمد على طاقات شابة من الحرفيين والفنانين المختصين في فن العمارة دون. ان ننسى الخبرات المشاركة من المغرب الشقيق.

بالنسبة للألبسة والمجوهرات والاكسيسوارات فقد كانت لنا الفرصة ان ألقينا نظرة على كل التفاصيل حتى اننا رأينا أولى لقطات المسلسل والتي صورت بتقنيات عالية جدا حقا ستبهر عزيزي القارئ عند متابعة المسلسل والذي يعتبر نقلة نوعية في مجال التلفزيون لن نحرق المفاجأة سيكون للحديث بقية طبعا.

مهما وصفنا لكم فلن نعبر عن حفاوة الترحيب التي خصنا بها هذا المخرج البسيط بطبعه والكبير بفخامة ما قدمه ويقدمه لبلاده.

الجزء الأول / شكون هو جعفر قاسم؟

فريق اعداد مجلة دي زاد بيبول بحث واستقصى كثيرا عن هذا المخرج الذي احبه الجمهور رغم انه خلف الكاميرا. وهذا ان دل على شيء فيدل على دقة ما يقدمه لجمهور عان الكثير خاصة خلال العشرية السوداء.

***شكون هو جعفر قاسم *****

دي زاد بيبول : جعفر قاسم على عكس ما تم تداوله على ويكيبيديا من مواليد 18/09/1966 بالجزائر العاصمة عرف بحبه للفن وخاصة كل ما هو جزائري.

ابداعه خلاه يكون منتج مخرج وكاتب سيناريو.

الجمهور الجزائري كان ليه موعد معاه سنة 2001 في اول سيتكوم وهو ناس ملاح سيتي واحد فاثنين ثم ثلاثة.

عاش معاه الجمهور تراجيديا من نوع اخر سنة 2007 في موعد مع القدر.

هو لي عرفنا بعائلة الجمعي في ثلاث أجزاء من عام 2008 حتى 2011.

ضحكنا في قهوة ميمون ودار البهجة بعدها.

كاين لي قالوا عليه سحار بعدما شافوا عاشور العاشر واحد واثنين بصح ماشي بالعاني تنبؤاته خرجوا كامل على ارض الواقع.

خلانا كامل متشوقين الى عاشور العاشر الثالث لكن ما بيد تمتعنا ببوزيد دايز وعودة المفتش الطاهر علابالنا تحبوا بزاف نوستالجيا واكيد مانسيتوش واش داني والوجه الاخر.

هو لي وصلت اعماله لي شافوهم الناس الى 100 مليون مشاهد.

توج بعدة جوائز ومن بينها جائزة الهلال الشرفي في عام 2019 كأول منتج ومخرج تابعه أكثر من مئة ملون مشاهد على التلفزيون.

وانشاء الله رايح يجيبلنا الاوسكار مع هيليوبوليس.

ببساطة هو استثمر في بلاده.

وما ننساوش الحمد لله لمابقاش استعمار في بلادنا.

 قرائنا الأعزاء أردنا تقديم هاته المقدمة بلهجتنا البيضاء حتى تكون أقرب الى قلوبكم وللتذكير بكل تلك الاعمال التي عشقتموها.

وفي هذا الجزء سنسلط الضوء على جعفر قاسم كمخرج سنقوم بنشر جزئيين يخصان الفيلم السينمائي هيليوبوليس والمسلسل الكوميدي والدرامي عاشور العاشر الثالث.

دي زاد بيبول : من تجربة في العمل التلفزيوني بالجزائر ثم الى فرنسا لاستكمال الدراسة والحصول على الخبرة. ماذا اكتسب جعفر قاسم على الصعيد العملي من هاته التجربة؟

ج.ق :  تجربتي بدأت كمصور كاميرا في التلفزيون العمومي سافرت الى فرنسا لأكمل تعليمي و اكتساب خبرات جديدة و لأطور ذاتي في ميدان لا يعترف الا بالموهبة المصقولة فقمت بدراسة الصناعة السينماتوغرافية لكن عملت أيضا في مهن صغيرة لأستطيع ان أعيش هناك ثم عملت تقريبا في كل القنوات الفرنسية لكن بصيغة حرة أي بدون عقود عمل من ثم جاءت مجموعة قنوات أي ار تي آنذاك و اقترحوا عليا مباشرة العمل رفقتهم وانطلقت الرحلة رسميا كمخرج للأفلام الوثائقية و الروبورتاجات و في سنة 1998 قمت بإخراج اول برنامج لي و هو برنامج ” جيل ميوزيك ” رفقة سيد احمد قناوي و التي عرضت على قناة التلفزيون العمومي  ثم دخلت عالم الاشهار و هي بالنسبة لي مدرسة خاصة بلورت طاقاتي في الاخراج فطالما اعتبرتها أفلاما قصيرة .

دي زاد بيبول : ما سر نجاح كل اعمال جعفر قاسم بدءا من ناس ملاح سيتي الى عاشور العاشر؟

ج.ق : المخرج لا يستطيع ان يتبع التوقعات والحدس في معظم اعماله اظن ان الطموح الدائم جعلني ادقق أكثر على التفاصيل والتي اعتبرها بهارات كل اعمالي إضافة الى انني شغوف جدا بالعمل السينمائي والتلفزيوني.

دي زاد بيبول : لماذا عكف جعفر قاسم عن المسلسلات الدرامية منذ 2007 ومسلسل «موعد مع القدر؟

ج.ق : حقيقة اردت ان اختص في مجال الإخراج والسيناريو أؤمن انا القصة هي ملهمتي في عملي إذا لم اقتنع بها فلا يمكنني تجسيدها على ارض الواقع.

إضافة الى نقطة أخرى وفي رأيي هي الأهم عاش اباؤنا الحقبة الاستعمارية بكل قسوتها لكن مع هذا كان هنالك من ادخل البهجة الى قلوبهم مثل الراحل سيد على فرناندال وثوري وغيرهم. في نهاية التسعينات وبداية الالفية كان الشعب الجزائري يعيش على وقع صدمة الإرهاب والعشرية السوداء فأردت رسم الابتسامة على وجه هذا الشعب التعيس.

نحن مجتمع لا تغره الماديات نحن شعب بسيط فأردت ان اعود بالجميع الى حقبة السلسلة الفريدة “أعصاب وأوتار ” وهكذا أصبحت الكوميديا توقيعا خاصا بي.

دي زاد بيبول : ما ردك على من يتهمك بالجهوية في اختيار الممثلين؟

ج.ق : لا اظن ان هذا صحيح فانا افتخر بجزائريتي كثيرا أحب طاقات شعبي من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ابحث عن الموهبة في كل انسان اعمل معه واستخرج طاقات كانت خفية.

دي زاد بيبول : جعفر كل من شارك في اعمالك أصبح نجما فيما بعد هل انت من صنعتهم ام هم من صنعوا أنفسهم؟

ج.ق : ان قلت نعم فسأصبح متكبرا وهاته الصفة بعيدة كليا عن شخصيتي الحمد لله اكتسبت ثقة كل من عمل معي ببساطة انا اقود حافلة لأوصل العمل الى بر الأمان فأوجه الممثلين بطريقة محترفة نحو الشهرة والنجاح احثهم على التحلي بالإنسانية فانا انسان قبل ان لكون مخرجا.

يتبع المقال في الجزء الثاني الذي سيتحدث فيه جعفر قاسم عن كل ما يخص فيلم هيليوبوليس وملف الترشح لجوائز الاوسكار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

ADBLOCK يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك