تلفزيون

وتبقى مصر تصنع الاستثناء.. أي مسرح وأي أفلام وأي احتفاليات لموسم عيد الفطر في الجزائر؟

ما تزال مصر تصنع الاستثناء عند الحديث عن إنتاجات العيد، عيد الفطر و عيد الأضحى ، و ما تزال تتصدر  قائمة الدول العربية التي تبرز بأعمالها السينمائية و الدرامية و مسارحها التي تنتعش بقوة في فترة ما بعد موسم رمضان ، الأمر ليس كذلك في دول المغرب العربي، في تونس و الجزائر  تحديدا ، اللتان  تنتعش فيهما  الإنتاجات الدرامية  الرمضانية  و تغيب طول السنة ، أو في دول الخليج العربي مثلا  التي تبرز خلال رمضان بأعمال درامية ضخمة  و تبرز في العيد بمسارحها التي يعود إليها  النبض ضمن احتفاليات كبيرة  تُخَصَص للمناسبة .فماذا عن الجزائر؟

 

مصر.. أفلام  بأعلى الإيرادات في العيد!

في العام 2019 حقق الفيلم الدرامي ” الفيل الأزرق”  للمخرج  مروان حامد  وكان في جزئه الثاني،  أعلى الإيرادات في   تاريخ السينما المصرية  بمبلغ 103 مليون جنيه مصري ، كان ذلك في موسم عيد الأضحى . مِثْلُهُ،  و في العامِ نفسِه  احتل فيلم  الأكشن  ” ولاد رزق ” للمخرج طارق العريان ، المركز الثاني  في قائمة الأفلام الأعلى دخلا في السينما المصرية ، لقد صدر الفيلم في عيد الأضحى أيضا . بَعْدَهُ وضمن أفلام موسم  العيد  حقق  الفيلم  الكوميدي “مش أنا” بطولة ” تامر حسني”  أعلى الإيرادات العام 2021  متجاوزا حاجز  30 مليون جنيه، محققا  شعبية لافتة  طول الأسابيع الأربعة التي أعقبت عيد الأضحى في عز أزمة  ” كوفيد 19 .” !

تنافس شديد بين المنصات و القنوات و النجوم !

ولعل  ما يميز   موسم عيد الفطر  2022  في مصر  هذه المرة  دخول المنصات الرقيمة  بشكل شرس  على خط التنافس مع القنوات  التلفزيونية  لتحقيق أعلى نسية مشاهدة من خلال طرح  أعمالٍ تنوعت ما بين الكوميديا والأكشن والخيال العلمي والدراما.  و بدأ  توجّه المشاهد المصري نحو المنصات  الرقيمة لمتابعة  أفلام العيد في السنوات الأخيرة  ، بدأ  يُؤَثِر على تردد الناس على  دور السينما في عزوف غير مسبوق  أسفر عن تراجع واضح  في الإيرادات، عكس السنوات الماضية حيث كانت أفلام العيد تحقق إيرادات هي الأعلى في تاريخ  السينما المصرية كما أوردنا في الأعلى . و يحاول صناع السينما في مصر  مواجهة هذا التأثير بالمراهنة على استقدام  نجوم  من العيار الثقيل  واللعب على معطى الثنائيات الفنية التي أحبها الجمهور  مثلما هو الحال في أعمال العيد هذا العام ، إذ نجد  ثنائيات فنية في أكثر من عمل، على غرار  أحمد عز  وأحمد فهمي  في فيلم “العارف”  و قد كانا أبرز  ثنائي خلال موسم  عيد 2021  .

المسرح .. بديل للدراما الغائية في العيد

في دول الخليج ، في الكويت والسعودية تحديدا و بدرجة أقل الإمارات العربية ، يبقى الإنتاج المسرحي  لموسم العيد أبرز الفعاليات الفنية طيلة أيام العيد في غياب الأفلام  الدرامية و السينمائية  في فترة ما بعد رمضان .وفي الوقت الذي  تنتعش في مصر  الأعمال الدرامية والسينمائية و المسرحية في موسم  عيد الفطر  على حد سواء  مثل العرض المسرحي  «أفراح القبة» الذي يقترح على المصريين ابتداء من 2 ماي 2022  عشرة  (10) ليالٍ مسرحية ، فإن المسرح يبقى البديل الأهم لتدارك النقص في  أفلام العيد في الكويت و السعودية مثلا.

ففي السعودية، وخلافا لموسم رمضان،   لا وجود لدراما أو سينما موسم العيد،  لكن الحركة المسرحية هناك نشطة بل  تنتعش المسارح السعودية مجددا بمناسبة العيد ، مثلما هو الحال هذا العام الذي سيشهد عرض 12 مسرحية  في كبرى مدن المملكة، في الرياض وجدة والدمام وأبها . و لقد غلبت على المسارح في الخمس سنوات الماضية العروض المسرحية  الموجهة للأطفال لكنها صارت  اليوم  تدعو  إليها  نخبةً من كبار نجوم الوطن العربي .  كما  تقترح هناك  ما يعرف بـ،” الهيئة العامة  للترفيه ” ضمن برنامج ” احتفالات العيد 2022″ باقات مختلفة من الترفيه ( ألعاب نارية  حفلات ضخم يحضره كبار الفنانين السعوديين والعرب)  وتستمر الاحتفاليات 6 أيام كاملة  . أما في الكويت، وعكس العام الماضي وقبله، حيث كانت خشبات المسارح خالية  بسبب جائحة كوفيد 19 ، تتنوع المسرحيات في أيام العيد في دولة الكويت هذا العام ، إذ هناك  حديث  عن برمجة  9 عروض مسرحية للكبار والصغار، هذا فضلا عن انخراط كبيرات الهيئات الثقافية و الفنية و الترفيهية  في تنظيم احتفالات العيد تستمر أسبوعا كاملا!

أي أعمال للعيد في الجزائر ؟

لا شيء في الجزائر  تُحَضِّرُه الهيئات الرسمية ذات الصلة بالثقافة والفن و التاريخ والدين  لموسم العيد ، لا أفلام و لا سلسات تاريخية أو دينية يتم تجهيزها  للمناسبة تتابعها  العائلات و هي تَتَحَلَقُ حول التلفزيون وحول كاس شاي و حلوى العيد. أفلام دينية أو تاريخية تتكفل بتمويلها تستأنس بها العائلات مثلما ما زالت تستأنس بفيلم الرسالة. ومثل الهيئات الرسمية  لم  يُؤسِس المنتجون الخواص على كثرتهم لتقليد أفلام موسم العيد ، هل بإمكانهم فعل ذلك ، لا أعتقد، على الأقل في الظرف الراهن وبعض المنتجين عجزوا عن تصوير أعمالهم الرمضانية لغياب الرعاية و الدعم ، بل الأعمال الدرامية لموسم رمضان 2022 لم تتجاوز 8 أعمال و هو رقم هزيل في مشهد سمعي بصري تعددي تغيب فيه المنافسة !

يختلف الوضع في الجزائر عن مصر، فالأخيرة التي تظل الآلة الإنتاجية الدرامية متقدة طول السنة ، تتضاعف سرعتها موسم رمضان والعيد على حد سواء،  بسبب مناخ فني وفكري وثقافي مشجّع على الإبداع والعمل والتنافس،  ولهذا السبب يعود الوضع الإنتاجي في الجزائر للركود بعد انقضاء موسم رمضان، و لا يجد المنتجون الخواص و لا الهيئات الرسمية شيئا  يحضّرونه لموسم العيد سوى الحلويات!  فيما  ترتفع حُمى التنافس بين المنتجين الخواص في مصر  في الأسبوع الأخير من رمضان للإعلان عن  أعمالهم لموسم العيد، لقد تخطى مثلا  برومو  الفيلم  الكوميدي ” واحد ثاني ”  الذي سيعرض في عيد الفطر ، و هو من بطولة النجم  أحمد حلمي  و روبى،  تَخَطَى لوحده عتبة   6 ملايين مشاهدة منذ طرحه على مواقع السوشيال ميديا قبل 4 أيام فقط !  ونفس الشيء بالنسبة للأغنية الدعائية  ” الغزالة رايقة ” للفيلم “من أجل زيكو”  الذي حققت على موقع يوتيوب إجمالي المشاهدات بلغ  120 مليون مشاهدة! في انتظار عرضه على منصة رقمة معروفة احتفالا بعيد الفطر.، هذا فضلا عن تحضير الملصقات الإعلانية لأفلام أنتجب للعيد يراهن عليها صناع السينما لتكون قنبلة موسم العيد مثل فيلم ” العنكبوت ” و زومبي”

الدراما التاريخية و الدينية لموسم  العيد!

 ظل فيلم الرسالة لمخرجه السينمائي العالمي الراحل مصطفى العقاد ، الذي يروي نشأة دولة الإسلام الأولى في عصر النبوة ، ظل هذا الفيلم نموذجا حيا للأفلام التي تتواءم  و روحانية المناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف والعيد و رمضان لأنها مواعيد دينية مرتبطة بالإسلام و شعائره و تاريخه . و بإمكان فترة ما بعد رمضان التي تكون الدراما التراجيدية او الكوميدية هي الغالبة على إنتاجات الشهر ، كما ظل عملا يجمع العائلات في هذه المناسبات و يُبْكِي بعضها  رغم مرور  46 سنة عن إنتاج الفيلم ( 1976)  و لم يملّه الناس!  إنه دليل على أن الناس تحب هذا النوع من الأعمال إذا توفرت فيه الجودة والعمق والفرجة السينمائية.  وبإمكان الدراما التلفزيونية التاريخية والدينية أن تغدو إنتاجات مواتية  لموسم عيدي الفطر والأضحى خاصة و أن هذا النوع من الأعمال ظلت وما تزال الغائب الأكبر فيما ينتج في الشهر الكريم ، فما أُنتِجَ هذه السنة يُعَدّ على أضابع اليد الواحدة من بينها  مسلسل ” فتح الأندلس ” الذي تابعه الكثيرون و أثار جدلا وصل المغرب العربي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

ADBLOCK يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك