تلفزيونسينما

أسطورة السينما .. شافية بوذراع ما زلنا نستنشق بقايا الحريق!!

ظلت و ستظل رحمها الله من أبرز الفنانين الجزائريين الذين ارتبط إسمهم بالذاكرة الشعبية الجماعية عبر أفلام خلدت حضورها للأبد في الريبرتوار السينمائي المحلي، بالأخص دورها البطولي في المسلسل التاريخي الشهير ” الحريق ” المقتبس من رواية محمد ديب وإخراج مصطفى بديع العام 1974 . من سينسى “لالة عيني”  و معاناتها في دار السلطان ، صراخها وقلقها وخوفها الدائم من الآت، لقد جسدت  لالة عيني تراجيديا العائلات الجزائرية المعوزة زمن الإستعمار الفرنسي ومكابداتها تراكمات السياسة الاستعمارية من تجهيل و تفقير و إذلال ، كان ذلك في قلب مدينة الجزائر.

و لتحزن نساء قسنطينة على شافية مثلما حزنت على الباي!

مسيرة الراحلة ثرية وملهمة لأكثر من فنانة ، ولهذا السبب صعب أن ينسى الجزائريون فنانة من حجم شافية بوذراع ، فهي في كل أدوارها تقريبا ، الأم التي تجمع  والأم التي تؤنس ، والأم التي تشقى وتكد ، لم تخرج الراحلة طيلة مسارها السينمائي و الدرامي عن شخصية الأم ، و هو ما منحها لقب سيدة الشاشة بلا منازع.  فهل تنسى نساء الجزائر شافية بوذراع؟ وهل ينسى الأبناء أمهم ؟ هل ستحزن نساء قسنطينة على رحيلها مثلما حزنوا على رحيل باي قسنطينة ؟ ستخزن نساء قسنطينة لا شك لأن شافية تحب قسنطينة و ظلت تفتخر أنها مسقط رأسها ذات 22 أفريل 1930، وهذا رغم الدور الذي أدته في مسلسل الحريق  و أبدعت فيه  لسانا وسلوكا وأداء و كأنها واحدة من نساء القصبة مع الثنائي بيونة وكريمو .

 

مسار وتاريخ يمشي ..

قد لا نجد صعوبة في التأريخ للسينما و الدراما الجزائرية انطلاقا من مسيرة الراحلة شافية بوذراع ، لقد كانت حاضرة فنيا في كل مراحل الجزائر السياسية والاقتصادية بما فيها مرحلة التسعيتيات ، ففي فيلم “مل وطني ؟” للمخرجة فاطمة بلحاج تدوين وتوثيق واستحضار لمأساة الجزائر آنذاك  أدت فيه  الراحلة شافية بوذراع  رفقة القدير صالح أوقروت  دورا مهما في رواية المأساة بكل قساوتها .

ممثلة سينمائية ومسرحية وإذاعية أيضا. في سجّل الراحلة شافية بوذراع العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية من بين نذكر ” كحلة و بيضاء ” مع العملاق سيد أحمد أقومي ، إخراج عبد الرحمن بوقرموح ، و ” شرف عائلتي ” لرشيد بوناب و “صرخة الرجال ” لعكاشة تويتة ” و “المغترب” لمحمد زموري” و “الشاش والنعناع ” لعبد الكريم بهلول. تألقت شافية بوذراع في فيلم ” الخارجون عن القانون ” مع الكبير سيد أحمد أقومي الذي أثار ضجة إعلامية، وهو الفيلم الذي شارك في مهرجان (كان ) السينمائي و كان مرشحا لنيل جائزة الأوسكار .في كل هذه الأعمال وأخرى كثيرة كانت الراحلة شافية بوذراع تاريخا يمشي   وذاكرة تسجل !! ففي  رصيد أم الجزائريين سينمائيا وسيدة شاشة التلفزيون، العديد من الجوائز والأوسمة فضلا عن التكريمات داخل الوطن وخارجه ، لعل آخرها تكريمها بمهرجان مسقط السينمائي بسلطة عمان 2018.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

ADBLOCK يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك